الجمعة، يونيو 14، 2013

قراءة مواطن للمشهد السياسي المغربي



    كمواطن مغربي بدأ يهتم بالحراك السياسي مؤخراً، كالأغلبية الساحقة من الشباب، طرح موقف حزب الاستقلال في الايام الماضية القليلة عدة اسئلة، و من ابرزها: لماذا الآن؟ و ليس قبل سنوات، عندما كان يتربع على رأس الحكومة؟!
هذا السؤال الاستنكاري يقبل اكثر من جواب و اكثر من قراءة واحدة، و ارجوا من القارئ الكريم سعة الصدر لاستماع لقراءة مواطن يعرف عن السياسة كلمات قليلة و مفاهيم أقل.
اعتقد ان بمحاولة حزب السيد شباط الانسحاب من زمرة الحكومة انما يؤكد نظرية راودتني عندما اعتلى حزب العدالة و التنمية جبل الحكومة بالمغرب: إبّان الربيع العربي، عرف النضام المغربي ضغطاً كبيراً، الشيء الذي لا يستطيع أحداً انكاره، كان من مظاهره اعادة صياغة الدستور. و بما أن في مصر و تونس على السواء صعدت للواجهة احزاب ذات خلفية اسلامية، قرر المغرب و بقراءة فذة لنسيم الربيع الزاحف فترك العدالة و التنمية الوصول الى قمرة قيادة "سبوتنيك" ،الطائرة التي تمثل المغرب على حد قول مجموعة غنائية مغربية. و بهذا الوصول الفريد من نوعه في المغرب، استطاعوا ضرب عصفورين بحجر واحد:
ـ العصفور الاول: إعطاء الشعب حكومة مثل حكومات الدول السابقة الذكر و التي قامت بثورة و ذلك لنقص الضغط و انجاح "الاستثناء".
ـ العصفور الثاني: بطاقة بدون عودة للاسلاميين في المغرب، حيث ان المؤشرات كانت تؤكد ان المغرب سيعرف ازمة اقتصادية عميقة في بلادنا السعيدة رغم التخدير الاعلامي الذي يروج الى ان "العام زين"، و هكذا عند ذكر الحزب الاسلامي تتكون عن تلة من المواطنين، و في لا شعورهم، صورة رعيبة مقرونة بوعود عقيمة متوجة باخفاق غير مسبوق، رغم في نظري لا يد له في ذلك.
و الآن،و بهذه الخطوة من حزب الاستقلال، كانه يلوح بيده الى السماء و يقول انا بريء من اخفاق حزب السيد عبد الاله بن كيران.
قد يكون هذا السيناريو بعيداً كل البعد عن الواقع، فربما كان احد الاصدقاء محقاً عندما قال :" في المغرب لا يوجد الفعل، بل رد الفعل فقط"

الأربعاء، أبريل 24، 2013

مدح الفساد

كثر الكلام عني في كل جريدة و مقهى و حانة، في كل مكتب و بيت، فلم أجد في هذا الحديث سوى نفاق و سذاجة. فجأت لكم بالحجة الدامغة. 

أنا الفساد...لولاي لما كانت حضارة أو إقتصاد أو دولة. 


لولاي لإضطر الكثير من الناس إلى مواجهة عواقب وخيمة: إبتداءا، من مخالفة إشارة ضوئية، مرورا بالحصول على شهادات أو إمتيازات، وصولا إلى تربح المستوردين و أصحاب الشركات.
 لولاي لمات صغار الموظفين جوعا و ما راكم موسر ثروة.
  
أبنائي كثر: الرشوة، الريع، الزبونية...
لكل فائدة، فالرشوة تيسر العسير و تقرب البعيد، و الزبونية تجمع العائلات و الأصحاب في وظائف قريبة. أما الريع فهو هديتي لأحبابي ليذوقوا رغد العيش دون جد و كد.

و كما أن الماء في إنسيابه يسلك المسالك الأكثر سهولة، فإن الإنسان اللبيب يسعى لتحقيق مآربه بأسهل طريقة.  
أجري في الإنسان مجرى الدم. يقولون أني إبن الشيطان و وريثه، بل أنا إبن الإنسان و حليفه. سلاحي نزواته و شهواته.

أنا الأخطبوط المتربع على أعلى هرم المال و السلطة. أنا تنين التسعة رؤوس، كلما قطع رأس، ظهر إثنين. 
أنا كالمنشار الذي يأكل الخشب ذهابا و إيابا.
مهما إجتثت جذوري، تنبت من جديد، كطائر الفينق الأسطوري، يولد من رفاته.  
 الويل لمن يحاربني! أجند له عباد الدرهم، يمزقونه إرباً، أو يأخدوه و يغلوه، حتى يعود عن مراده. 

أنا قضاء الله و قدره، باق في الدنيا حتى تزول. فكما قال سلفكم: يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. فأنا الفطرة.  
فإنظروا في التاريخ هل خفت ناري يوما و هل سلم مني مجتمع.
أجل أنا مغرور! تبا للتواضع.  
وأختم بالقول: من لم يستعن بي يوما، فليرمني بالحجرة الأولى، و إذا أردتم سجن أوليائي، أدخلوا كل الناس للسجن. 

الأحد، سبتمبر 02، 2012

نقد الناقد السياسي

بعد إنقطاع لعدة أشهر، أعود للتدوين بهذه المقالة كحصيلة لنقد ذاتي، و دعوة إلى التحرر من معتقدات و سلوكيات سلبية، تكون السبب في عدم بلوغ الناقد السياسي مبتغاه.   
أبدأ بالتذكير بقانون السببية الذي هو سنّة من سنن الله في الكون و الأنفس. فلكل ظاهرة أو حدث أسباب ذاتية و خارجية، و غالباً ما تكون الذاتية هي الأكثر تأثيرا، و منه أعاتب نفسي و كل مفكر حر يرمي إلى إصلاح المجتمع. فإذا لم نستطع تغيير الواقع فذالك ناتج عن عدم البلاغ المبين أو عدم إستعمال الوسائل الناجعة. 
النهوض بالمجتمع هو عمل من أسمى الأعمال، فيحث الدين و العقل المنطقي على إعمار الأرض و الحكم بالعدل. و هناك قاعدة تقول أن أي عمل هو نتاج إرادة و قدرة، و يتحقق و جوباً إذا إجتنبت الموانع.  
و القدرة تنقسم إلى شقين: قدرة مادية إستوفيت بوجود وسائل الإتصال و التواصل، و قدرة فهمية وجب تحصيلها بالبحث و الدراسة.  
أما الإرادة أو النية فهي موجودة عند فئات عريضة غير أنها لا تكون كاملة إلا بالتخلي عن الأفكار السلبية و المعتقدات الهدامة. 

أما الموانع فلايزال الكثير منها قائما، لذلك لم تتحقق النهضة المرجوة. أذكر بعضا منها وعيت مؤخراً بإشتراكها في العامة و الخاصة، المتقف و الأمي:

١-الموسمية و عدم الإستمرارية
ثارة يكون موضوع الساعة هو الصحة و المستشفيات، ثارة أخرى التعليم، ثم بعد أسابيع قليلة يتغير موضوع الساعة. المنهجية الصحيحة تقتضي عدم القفز إلى من مشكل إلى آخر قبل إستكمال نقده و تحليله، ثم معالجته.
خير العمل ما دام و لو قل، و كما يقول المثل المغربي: "قليل أُو مْداوم حسن من كثير أُو مقطوع".

٢-القدوة الحسنة 
الناقد يجب أن يكون قدوة و خصوصا مع محيطه، حتى يتسنى له القبول. خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي، كما قال رسول الله (ص). فمن غير المنطقي أن أنتقد الرشوة، و أسارع إلى إعاطائها لتفادي غرامة.

٣-إلقاء اللوم على الآخر
المجتمع العربي يلقي باللوم على الغرب و الإستعمار كسبب للتخلف، و الحقيقة أنه ما كنا لنستعمر لولا ضعف فينا. وهو الحال بالمغرب، يلقي الكثير من المواطنين و السياسيين باللوم على النظام السياسي الجزائري كسبب لمشكل الصحراء و الإرهاب! فلو تدبرنا تاريخ كوريا الجنوبية، وجدنها عانت من الحرب مع جارتها الشمالية و رغم ذالك حققت قفزة قلت نظيرتها في العالم. و على المستوى المهني، نعاتب رأساءنا و لا نحاول البحث عن ما يمكننا فعله. 

٤- القشور بدل اللب
المنهجية الصحيحة تقتضي التركيز على الأولويات ثم التدرج إلى الكماليات. و أستأنس بحكاية شعبية من سوس (منطقة أمازيغية أنحدر منها بالأطلس المتوسط المغربي): جاء إمام جديد لمسجد القرية، فوجد الناس يصلون بنعالهم فاغتاظ الإمام و قرر أن يذهب لتوبيخ سابقه، فلما إنتهى من كلامه،  أوضح له سابقه، ان الناس ما كانوا يأتون للمسجد إطلاقا، و فأدخلهم له و ليقم هو بجعلهم يزيلون نعالهم. 

٥- العصبية الفكرية و غياب العدالة العلمية

العصبية تهدم ولا تبني، تفرق و لا تجمع الشمل، فكيف ننهض بواقعنا و نحن مشتتون ضعفاء.
و يبدوا هذا جليا في عدم قدرتنا على الإعتراف بالمواقف و الأفكار الصائبة عند من يخالفنا في مذهبه أو طريقة تفكيره، و أيضاً، بتحميل طائفة بكاملها جرائم أشخاص ينتمون إليها.
الحكمة ضالة المسلم أينما وجدها فهي له و قال عز من قائل: "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
}"

هذه النقط نزر يسير مما يمكن ذكره ها هنا، أرجوا أن أكون قد إستفدت و أفدت، و السلام. 

الثلاثاء، فبراير 21، 2012

مسافة طريق

كنت أدردش مع سائق الأجرة (طاكسي) حول الحال و الأحوال... العام زين و كل شيئ يسير من حسن إلى أحسن... أحداث تازة مفتعلة من طرف الجماعات المتطرفة.


لكن بمجرد أن ينتقل الحديث نحو الگريمات أو مأذونيات النقل، تجف المبررات. يسوقنا الكلام عن هذا القطاع من إقتصاد الريع إلى عشرات الآلاف من المواطنين العاملين فيه و الفئات التي تنعم بمداخيل مضمونة صافية من الضرائب.
لنأخذ مثلا سيارة أجرة صغيرة بإحدى المدن الكبرى أو المتوسطة، لتتمكن من العمل قانونيا يتوجب أساسا توفر مأذونية للعربة و حيازة السائق لرخصة السياقة المهنية. السيناريو الرائج هو أن صاحب المأذونية يفوض حق الإستغلال بعقد مدته خمس سنوات ( أو عشر على الأكثر) مقابل حوالي 140 ألف درهم مسبقا و ألفين درهم شهريا. المفوض له يتحمل صيانة العربة و يشغل سائق مهني مقابل سومة يومية تتراوح بين 200 و 300 درهم، و يجني السائق بين 100 و 150 درهم مقابل عشر ساعات من العمل.
إختصارا، يحوز صاحب المأذونية على مدخول يعادل أربع آلاف درهم شهريا، و المستغل ( المفوض له ) ست آلاف درهم، و نصيب السائق يتراوح بين ثلاث و أربع آلاف في الشهر. تفوق ساعات العمل الأسبوعية 60 ساعة مقابل 40 كحد قانوني، و من المعروف أيضاً أن مهنيي الميدان لا يتوفرون على ضمان إجتماعي أو نظام تقاعد إلا نادرا و بمبادرات فردية.
يخبرني السائق أنه قامت إضرابات في عدة مدن مغربية كمكناس و ... و رفعت التسعيرة في أخرى.
يتجاوز عدد المأذونيات بالنسبة لهذه الفئة من سيارات الأجرة، ثلاثون ألف على أقل تقدير ( 14 ألف بالدار البيضاء، خمس آلاف على محور سلا-الرباط-تمارة، 800 بالقنيطرة...)،
وزعت على شكل هبات و امتيازات و في حالات قليلة لمعاقين او مقاومين و في الحالات الاكثر لمقربيين من القصر او مقابل رشاوي، و عدد السائقين المهنيين أكبر من هذا الرقم.
و بإستعمال مهارات حل المسائل الرياضية المكتسبة أثناء الشهادة الإبتدائية، يمكن تقدير رقم معاملات القطاع بتسع مليارات درهم سنويا، منها 4,9 مليار درهم لا تؤدى عنها أي ضرائب.

توفر هذه الفئة، من قطاع النقل العمومي، 45 ألف منصب شغل مباشر، و مداخيل قارة ل 30 ألف من أصحاب المأذونيات.
قبل أن تنضج أفكاري و تترتب هذه الأرقام و التقديرات في رأسي، أنتبه أني بلغت وجهتي، و أيقنت أن العداد بالتسعيرة الليلية لا يتوافق مع إمكانيات جيبي المحدودة.
يتبع

الجمعة، فبراير 10، 2012

الكأس و الفنجان


أخذت مكاني المعتاد في مقهى الحي، أطالع صحف اليوم، أرتشف جرعات صغيرة متقطعة من فنجاني مصدرا صوتا بين الصفير و الشخير، و أنفث دخان سيجارتي و بين الحين و الآخر أشرب من كأس ماء ما أبلع به ريقي كلما قرأت خبرا من صحف الواقع المنعوتة بزرع اليأس في النفوس

تراءى في ذهني أن مشهدي هذا يصف حال الوطن، كأسا مملوء نصفه فيراه الموسرون المتفائلون زاخرا مليئا غدقا رزقا رغدا و يراه المعسرون المتشائمون اليائسون القانطون فارغا جافا نضبا جذبا قحطا، و فنجانا تقرأ فيه فئة المستقبل أملا و شموعا و أخرى يأسا و دموعا و مواطنون أشقياء يحترقون في صمت كلفافة التبغ هاته و قد كان الإحتراق يصيب النفوس فبلغ حتى الأبدان فصرنا نصبح و نمسي على أخبار أجساد مشتعلة بالغضب و السخط و البنزين

غزا اليأس القلوب و غدا الأمر كله كمسرحية ألفت فصولها و عرفت أطوارها،أحزاب تتنامى كالفطر، برامج انتخابية متشابهة متفائلة حد الضحك على الذقون تعد بالنعيم و الغد المشرق،برنامج حكومي بأهداف فضفاضة ، معارضة غير بناءة، ممثلو الشعب في البرلمان يتغيبون كتلاميذ كسالى، الوزراء السابقون يدافعون عن حصيلتهم الإيجابية بالأرقام و المعطيات و تستمر الحياة

لكن شريحة عريضة لا تجد لكل هذا أثرا عليهم فزوجاتهم لا زلن مضطرات لقطع مسافة طويلة للوصول لدار الولادة و أطفالهم للمدرسة، فقد المواطن الثقة في كل البرامج و المخططات الخضراء و الزرقاء و الخماسية و الإستعجالية و فقد الثقة في كل الأشخاص و الهيئات و كل شيئ

ا السؤال البديهي المطروح هل بلدنا يتقدم أم يتقهقر في درجات سلم التنمية،  جواب الفاعلين السياسيين و أصحاب القرار أن المغرب يسير بخطى حثيتة نحو الأمام،مشاريع ضخمة، أقطاب صناعية و فلاحية، السكن الإجتماعي و محاربة الهشاشة، مبادرة التنمية البشرية،محو الأمية و محاربة الهذر المدرسي،أوراش كبرى،معدل النمو المسجل....و هلم جرا
وجواب اليائسين البائسين الذين ملوا الإنتظار و لم تنفحهم ريح التغيير ولم يمسهم ولو القليل من هذه البرامج على كثرها أن البلاد لا تشهد تقدما يذكر و الأقرب للواقع أن بلدنا يعدو في مكانه على البساط المتحرك فالتحسن مشهود و كمي لكن الترتيب في سلم التنمية البشرية في تراجع، مجهودات الدولة جبارة و أهدافها مشروعة لكن بالإضافة التحديات التي تعيق التنمية كضعف التصنيع و التبعية الإقتصادية و إرتفاع المديونية فإن المشكل الأساسي يبقى هو ضعف المردودية أي عدم الإستفادة بشكل جيد من المجهودات المبدولة فحال البلد كمصباح تتبدد نصف طاقته عبر مفعول جول، و ينطبق علينا مثل اللي حرثو الجمل دكو

و من أسباب و مظاهر ضعف المردودية نذكر

السطحية، و هي الإهتمام بالنتائج الشكلية دون المضمون كحال التعليم فلبلوغ الأهداف المسطرة في محاربة الهدر المدرسي يتم التساهل مع التلاميذ بل وتغشيشهم في الإمتحانات و تتنافس في ذلك النيابات لتحصيل أحسن النتائج بتيسيير نجاح التلاميذ بدل تولي تقوية تعلماتهم

وكمثال آخر للسطحية سياسة الدولة في التشغيل إذ يتم خلق مناصب شغل في الوظيفة العمومية لإحتواء المعطلين من حملة الشهادات دونما إنسجام مع حاجيات الإدارات لهم، خصوصا في برامج التوظيف المباشر فتوزع الدولة الهشة على موظفيها رواتب أشبه بالصدقات و هو ما يرسخ فكرة ـ تخشى مع الدولة ـ

الإرتجالية، و الأمثلة هنا كثيرة كبرنامج المغادرة الطوعية بالتخلي عن أحسن الأطر و تمكينهم من تعويضات أثقلت كاهل الدولة ثم خلق مناصب جديدة للتشغيل لتغطية الخصاص.....إنه العبث وقد تكرر الأمر من المؤسسات العمومية إلى المكتب الشريف للفوسفاط الذي قالت دراسة مكتب الدراسات ماكينزي أن بإمكانه الإستغناء عن ثلتي عماله فبرمج المغادرة الطوعية ثم التشغيل المكثف

نذكر كذلك برنامج السكن الإجتماعي لمحدودي الدخل الموزع بشكل غير عقلاني بين الجهات و التي تخضع بالناسبة للمضاربة بأيدي الخانقين العقاريين المسمون تجاوزا بالمنعشين و نذكر في هذا الإطار أيضا التغيير المستمر لبرامج التعليم كل بضع سنين تبعا للنموذج الفرنسي المتجاوز

سوء التوزيع، أبرز مثال عليه صندوق المقاصة الذي يلتهم ميزانية ضخمة و يستفيذ منه أساسا الأغنياء فيدعم الصندوق المحروقات لكبار الإقطاعيين و حتى السكر لكوكاكولا و لاحت في الأفق مبادرات إصلاحية بتقديم مساعدات عينية للفقراء لكن نتمنى أن لا ترى النور فنحن نعلم كيف سيتم إستغلال الأمر وسيصبح الشعار شري شهادة الإحتياج و إستفد من الدعم

كمظهر آخر لسوء التوزيع ميزانية الجيس الكبيرة خصوصا أنه بات من المعروف أنها من أكثر الأموال عرضة للتلاعب فالمؤونة تباع في السوق السوداء بل و قيل إن مأذونيات البنزين يوزعها أبناء الجنرالات كبقشيش لنادل المقهى  و من مظاهر سوء التوزيع وعدم إحترام الأولويات مشروع القطار فائق السرعة أيضا...إلخ

و بالإضافة لمعالجة الإختلالات السابق ذكرها وجب تحديد الأولويات مجاليا و ترابيا بدعم ميزانية الصحة و التعليم و الإسكان عكس الدفاع و الجيش و كذا تصنيف التقسيمات الترابية للمملكة حسب مؤشرات التنمية البشرية و تحديد سقف دنوي يتم تحديده كل سنة و تحقيقه بكل ربوع الوطن
ومما لاشك فيه أن من الإصلاحات المستعجلة محاربة الإمتيازات و الكريمات و إقتصاد الريع

ومن الإجرا ء ات العاجلة أيضا ربط المسؤولية بالمحاسبة و هو مفهوم كثر تداوله هذه الأيام لكن وجب التوضيح أن المحاسبة يجب أن تكون قبلية وآن ية بتتبع صرف أموال الدولة و إتمام المشاريع المبرمجة و التحقق من أنها بلغت أهدافها و حققت مبتغاها لا أن ننتظر أن تقع الفاس في الراس لنحاكم لصوص المال العام فما جدوى سجنهم أو إعدامهم حتى

و يجب أيضا على جميع مكونات الدولة وإداراتها و ثمتيلياتها تقديم تقارير سنوية شفافة حول منجزاتها و على مرأى و مسمع من الرأي العام فعلى الأقل إن لم يكن للمواطن الحق في التدخل المباشر في التسيير فإن من حقه الإخبار و معرفة أين تصرف أموال الدولة حتى يطمئن قلبه و يثمن عمل المسؤولين و لا يبخس مجهوداتهم إن كانت كذلك، و هذا يخلق جوا من الرضا العام لا شك أنه يساعد في النماء، فمثلا في مملكة بروناي الصغيرة يقاس التقدم و الرخاء بسعادة السكان ااا

و ختاما يجب الإشارة إلى أهم عامل يجب الإعتماد عليه و هو العامل البشري، فاليابان حققت المستحيل بشعبها رغم قلة الموارد و لتنمية الوعي الإجتماعي و الإحساس بالمسؤولية لزم على كل فرد و مواطن أن يطلق من ذاته فيصلح أمره أولا قبل أن يؤطر أسرته أو محيطه الصغير فالقول بلا فعل من خصال المنافقين و العياد بالله

و أختتم مقالي بقصة طريفة، مفادها أن إمرأة قصدت المهاتما غاندي تشكو إبنها المدمن على الحلوى فقال لها أن تعود بعد شهر فلما مضى الشهر و عادت وضع يده على جبين الطفل قائلا ، لا تكثر من أكل الحلوى يا بني...إندهشت الأم و تسائلت ما مغزى أن تعود بعد شهر ولملا يسدي لها النصيحة ذاتها حينها فأجابها المهاتما غاندي إني أيضا أقبل على تناول الحلوى بشراهة و قد أقلعت عنها هذا الشهر قبل أن أنصح إبنك....فلن يمثتل لنصيحتي إلا إن عملت بها لنفسي أولا        
        إنتهى

بقلم يونس الجديدي

الثلاثاء، فبراير 07، 2012

من ديوان السندويتش قصيدة بعنوان الڭاميلا





بقلم كتيب كتبان إفريقيا 


في أصلها شهية لذيذة
تجمع عادة العائلة
ينعتها البعض بالعميلة
تخرب الاقتصاد وتنشر الفساد
أما الآخرون يسمونها حيلة
لا علاقة لها بالاستبداد
هذا ماروي و قيل
خلاوها المصريين
جاتنا نيلة
ما قده فيل زادوه فيلة
اسمعني يا فاميلا
فهي تجعل من المحال
سهل المنال
هنا و هناك وحتى
في بلاد الغال
هذا ما يحكي و يقال
فسحرها فاق الخيال
سهلة رخوة
فهي ليست برشوة
لا تنقص من النخوة
تعطي إحساسا بالنشوة
فهي ليست إلا هدية
أحيانا نقدية
بنينة بحال الزبيدة
هشيشية بحال الكبيدة
مره مرة كتكون حديدة
أو شقة فاخرة في عمارة
جلسة في خمارة
تشجيع للإبداع و المهارة
تقلب القبيحة جميلة
تبا لها هذه الڭاميلا.


بالنسبة للإخوة غير المغاربة
هوامش : كبيدة تصغير كبد هشيشة بمعنى رطبة
الڭاميلا : فهي الطنجرة
حديدة : المقصود بها سيارة

الجمعة، فبراير 03، 2012

تشخيص الداء قبل الدواء


الناقد السياسي مشروع مدونة جماعية تعني بالفساد و سوء التدبير في المجال العمومي و المقاولات الخاصة، و تقدم مقترحات حول سبل الإصلاح و التحسين.
تطرقنا في الإفتتاحية، إلى الجهات المستفيدة من إقتصاد الريع و أنواع الفساد المالي، ثم قدمنا مثالا على السوء التدبير في المجال الرياضي. و سنحاول لاحقا رصد تجليات منظومة الفساد عبر منهج التجزيء و التبسيط.
كما سنقدم بعض الأدوات التقنية ذات أصل ياباني: مبيان إيشيكاوا و مبيان المسببات و النتائج، منهجية باريطو، قواعد بوكايوكي...، لتوجيه التحليل و ترشيد التدبير في مجال التسيير و التصنيع.
الحيادية ليست مطروحة فكل مدون يرى العالم من خلال تجربته الخاصة، فيما يخص الإيجابية و المزاح فهي مطلوبة لإثراء الطرح.
ربما نعلق على بعض الأحداث المغرية... ترقبوا تدوينات متنوعة في تشخيص الداء و نبحث معا عن الدواء.
لا تبخلوا علينا بتعاليقكم و ملاحظاتكم، السلام عليكم.